خرج الحجاج بن يوسف ذات يوم للصيد فرأى تسعة كلاب إلى جانب صبي صغير
انت في الصفحة 2 من صفحتين
الماء ومن هلك بالماء
فقال الغلام
الذي خلق من الماء فهو أبونا آدم عليه السلام
والذي نجا من الماء موسى عليه السلام والذي هلك بالماء فرعون.
فقال الحجاج
أخبرني عمن خلق من الڼار ومن حفظ من الڼار
فقال الغلام
الذي خلق من الڼار إبليس والذي نجا من الڼار إبراهيم عليه السلام.
فقال الحجاج
أخبرني عن العقل والإيمان والحياء والسخاء والشجاعة والكرم
إن الله قسم العقل عشرة أقسام جعل تسعة في الرجال وواحدا في النساء.
والإيمان عشرة تسعة في اليمن وواحدا في بقية الدنيا
والحياء عشرة تسعة في النساء وواحدا في الرجال
والسخاء عشرة تسعة في الرجال وواحدا في النساء
والشجاعة والكرم عشرة تسعة في العرب وواحدا في بقية العالم
فقال الحجاج
أخبرني عن أقرب شيء إليك
ثم قال الحجاج
سبحان الله يأتي الحكمة من يشاء من عباده ما رأيت صبيا أتاه الله العلم والعقل والذكاء مثل هذا الغلام
ثم قال الحجاج
أخبرني عن النساء
فقال الغلام
أتسألني عن النساء وأنا صغير لم أطلع بعد على أحوالهن ولكني سأذكر لك المشهور من أمورهن
فبنت العشر سنين من الحور العين وبنت العشرين نزهة للناظرين وبنت الثلاثين جنة نعيم وبنت الأربعين شحم ولين وبنت الخمسين بنات وبنين وبنت الستين ما بها فائدة للسائلين.
أحسنت يا غلام وأجملت وقد غمرتنا ببحر علمك فوجب علينا إكرامك ثم أمر له بألف دينار وكسوة حسنة وجارية وسيف وفرس.
وقال الحجاج في نفسه
إن أخذ الفرس نجا وإن أخذ غيرها قټلته فلما قدمها له
قال الحجاج
خذ ما تريد يا غلام
فقال الغلام
إن كنت تخيرني فإنني أختار الفرس أما إن كنت ابن حلال فتعطيني الجميع.
فقال الحجاج
فقال الغلام
قبلتهم لا أخلف الله عليك غيرهم ولاجمعني بك مرة أخرى.
وخرج الغلام من بين يدي الحجاج سالما غانما بفضل ذكائه وفهمه ومعرفته وحسن إطلاعه.